الاثنين، 4 أبريل 2016

المدرسة الإبتدائية في المملكة العربية السعودية

الفصل الأول : مقدمـة :
     يصعب الحديث عن التعليم الابتدائي في المملكة العربية السعودية    أو أي مرحلة  دون التعرف على الظرف التاريخي الذي نشأ فيه التعليم   و القوى الثقافية التي شكلت التعليم بعامة في المملكة العربية السعودية     و تعليم المرحلة الابتدائية خاصة إلى أن وصل إلى ما وصل إليه.
   وإذا رجعنا إلى الظرف التاريخي الذي نشأ فيه نظام التعليم في المملكة نجد أنه قبل تأسيس المملكة العربية السعودية وعلى وجه الخصوص مديرية المعارف سنة 1344 هجري ، فلا يمكن القول بوجود نظام تعليمي بمفاهيمه و مراحله وأنواعه، وإنما يوجد التعليم التقليدي في المساجد والكتاتيب ،الذي وصل إلى أدنى درجاته قبل تأسيس الدولة السعودية وقد كان في نفس تلك الفترة بعض المدارس العثمانية التي قاطعها الأهالي حتى أغلقت بسبب لسانها التركي ، وأما بالنسبة للمدارس التي أنشأها الشريف الحسين أغلقت بسبب الاضطرابات حينها، فلم يكن هناك مدارس متماسكة حتى أصبحت هي الميراث الوحيد للدولة السعودية من أنظمة الحكم السابقة سوى المدارس الأهلية التي كان الأهالي يتبرعون لها بالأموال والأراضي لكي تستمر في تقديم التعليم لأبنائهم وتعتبر المدرسة الصولتية أول تلك المدارس حيث أنشئت في عام 1292 هجري(الغامدي ،عبدالجواد ،1431هـ ، ص 130 -131 - 132).
     وعندما وحد جلالة الملك عبدالعزيز المملكة سعى لنشر العلم و التعليم حيث تم أنشاء مديرية المعارف بعد عام واحد من ضم الحجاز فأصبحت مديرية المعارف هي البذرة الأولى لنظام التعليم في المملكة الذي من خلاله سوف نطلق في دارسة المرحلة الابتدائية من نشأتها وحتى وقتنا الحاضر وسوف نتطرق إلى أهم المنعطفات التي تعتبر هي نقطة التحول في تطور تعليم المرحلة الابتدائية في المملكة العربية السعودية . ( السنبل ، واخرون ، 1429 هـ ، ط 8 ، ص 157 ) .
الفصل الثاني : أهمية المرحلة الابتدائية :
    تكمن أهمية المرحلة الابتدائية إلى كونها البداية الحقيقة لعملية التنمية الشاملة لمدارك الطفل روحيا واجتماعيا و عقليا وجدانيا و جسميا . (الحامد ، واخرون، 2007 ،ط 4 ،ص 90 )
تعتبر المرحلة الابتدائية هي القاعدة التي يتركز عليها أعداد الناشئين للمراحل التالية من حياتهم ، وهي مرحلة عامة تشمل أبناء الأمة جميعا  تزويدهم بالأساسيات من العقيدة الصحيحة و الاتجاهات السليمة والخبرات و المعلومات و المهارات .(سياسة التعليم في المملكة ، 1416 هـ ، ط 4 ، ص 16 ) .
وتعتبر مرحلة التعليم الابتدائي مرحلة التكوين الوطني للطالب وانتمائه للمجتمع الذي يعيش فيه ، كما تعتبر هذه مرحلة تكوين الحقوق التي له والحقوق التي عليه بل يعتبر هذا الهدف الأسمى للمدرسة الحديثة خاصة الابتدائية حيث إنها لا تقتصر على المعلومات والمعارف بل لابد أن تحقق التوافق الاجتماعي والانفعالي بالإضافة للتحصيل العلمي . 
ويطلق( اريكسون )على مرحلة التعليم الابتدائي بمرحلة العمل حيث يتميز الطفل بأنه ينهي واجباته وما يستند إليه من أعمال بعكس المرحلة السابقة عندما كان يبدأ العمل و نادرا ما ينجزه.( السنبل ، واخرون ، 1429 هـ ، ط 8 ، ص 174
الفصل الثالث :أهداف المرحلة الابتدائية  :(العجمي ، الحارثي -1425/1426هـ -ص74-76)
    تتحدد أهداف المرحلة الابتدائية في ضوء العوامل الثقافية السائدة والقوى الاقتصادية والاجتماعية والحضارية التي تباشر تأثيرها على النظام التعليمي في المجتمع .
  وعلى ذلك فقد تعددت أهداف المدرسة الابتدائية تبعا لثقافة وظروف كل مجتمع ، وهي بصفة عامة تصنف إلى :
       1)       أهداف الجانب العقدي .
       2)       أهداف الجانب المعرفي .
       3)       أهداف الجانب الوجداني العاطفي .
       4)       أهداف الجانب الجسمي .
       5)       أهداف الجانب الاجتماعي .
       6)       أهداف الجانب الخلقي .
    ومن الواضح أن هذا التصنيف يعتمد على ما تقومه المدرسة الابتدائية لتنمية جانب ما من جوانب شخصية التلميذ ، ونشير إلى أن هناك تصنيفات أخرى لأهداف المدرسة الابتدائية .. علما أننا نورد فيما يلي تحديد لأهداف المدرسة الابتدائية في السياق التربوي  الحاضر وضعه (مجلس المدارس البريطانية B.S.C ) المشتركة من الأهداف المنوطة بالمدارس الابتدائية بصرف النظر عن انتمائها لمجتمع بعينة ، وفيما يلي هذا التصور :
" في نهاية دراسة التلميذ للمرحلة الابتدائية فينبغي أن يصل إلى مستوى تعليمي محدد، وأن يكون قادراً على :
1-  القراءة بطلاقة ودقة وفهم وإحساس وتمييز .
2-  الكتابة بخط واضح مقروء بدون خطأ في الهجاء وتركيب الجملة وعلامات الترقيم .
3-  التحدث والكتابة بثقة ووضوح بطرق تناسب مختلف الظروف والأغراض .
4-  الاستماع إلى الآخرين بانتباه وفهم .
5-  الحصول على المعلومات من المصادر المختلفة ، وتسجيل هذه المعلومات والنتائج بطرق مختلفة .
6-  تطبيق المهارات الحسابية بسرعة ودقة .
7-  تطبيق الأفكار الرياضية في المواقف المختلفة : في المنزل وحجر الدراسة والمدرسة والمجتمع المحلي .
8-  ملاحظة أمور الحياة المألوفة والتعرف على نظامها وخصائصها .
9-  استيعاب الأفكار العلمية الرئيسية .
10-                      البحث عن الحلول وتفسير الأدلة والبراهين وتحليل المشكلات ومحاولة حلها .
11-                      الوعي الذاتي والشعور الحساس نحو الآخرين واكتساب التلميذ مجموعة من القيم الخلقية والثقة في قدرته على إصدار الأحكام الخلقية والتمسك بها ، واكتساب عادات الانضباط الذاتي والسلوك المقبول .
12-                      معرفة الجوانب الاجتماعية والجغرافية والتاريخية للمجتمع المحلى والتراث القومي والوعي بالعصور والأماكن الأخرى  وإدراك العلاقة بين الأحداث المحلية والقومية والدولية .
وكما أشرنا فهذه الأهداف تتسم بالعمومية ويمكن أن تنطبق على المدرسة الابتدائية أيا كان المجتمع الذي تتواجد فيه .  
- أهداف المرحلة الابتدائية في المملكة :

1) تعهد العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفس الطفل ورعايته بتربية إسلامية متكاملة  خلقه، وجسمه، وعقله، ولغته، وانتمائه إلى أمة الإسلام.
2) تدريبه على إقامة الصلاة، وأخذه بآداب السلوك والفضائل.
3) تنمية المهارات الأساسية المختلفة وخاصة المهارة اللغوية، والمهارة العددية  والمهارات الحركية.
4) تزويده بالقدر المناسب من المعلومات في مختلف الموضوعات.
5) تعريفه بنعم الله عليه في نفسه، وفي بيئته الاجتماعية والجغرافية ليحسن استخدام النعم، وينفع نفسه وبيئته.
6) تربية ذوقه البديعي، وتعهد نشاطه الابتكاري، وتنمية تقدير العمل اليدوي لديه.
7) تنمية وعيه ليدرك ما عليه من الواجبات وماله من الحقوق، في حدود سنه وخصائص المرحلة التي يمر بها، وغرس حب وطنه والإخلاص لولاة أمره.
8) توليد الرغبة لديه في الازدياد من العلم النافع والعمل الصالح.
9)     إعداد الطالب لما يلي هذه المرحلة من مراحل حياته. (سياسة التعليم في المملكة  1416 هـ ، ط 4 ، ص ،16 -17).

الفصل الرابع :نشأة التعليم الابتدائي في المملكة :
إذا أردنا أن نتحدث عن نشأة التعليم الابتدائي في المملكة  العربية السعودية فأننا سوف نتحدث عن نشأتين مرت بها المرحلة الابتدائية ولم تمر بها أي مرحلة أخرى من مراحل التعليم في المملكة .
حيث يعود السبب إلى تأخر تعليم الإناث في المملكة عن تعليم الذكور  إلى ما يقارب أربعة عقود من الزمن ولكن من يرى هذا الفرق الشاسع بين تعليم الذكور والإناث سوف يصدر حكما قاطع بتفوق تعليم الذكور على تعليم الإناث ، ولكن الواقع يقول أنه لا يوجد ذلك الفرق المتوقع ، فقد تجاوز عدد مدارس البنات عن مدارس البنين في آخر إحصائية في صدرت عام 1435هـ ، بفارق 48 مدرسة وهذا يدل على القفزات المتسارعة لتعليم الإناث بفضل الله أولا ثم لسياسة الدولة ثم للرجال الأوفياء الذين استطاعوا أن يلحقوا بالركب في تعليم نصف المجتمع السعودي .
         أ‌-         التعليم الابتدائي البنين في المملكة :
     نشئ تعليم البنين بصورة نظامية عندما تأسست مديرية المعارف عام 1344 هـ ، حيث لم يكن قبل هذه الفترة سوى أربعة مدارس ابتدائية فقط    وبلغ عدد المدارس الابتدائية إلى 326 مدرسة ابتدائية قبل أن تحل محلها وزارة المعارف في عام 1373 هـ .
      ب‌-      نشأت التعليم الابتدائي للبنات :
    فيما لا يدع مجال للشك أن تعليم المرأة شيء ضروري لكل لا يصاب المجتمع بالشلل حيث تعلب المرأة دوراً بارزاً في تطوير المجتمع  فقد كان تعليم للإناث مقتصرا على مدارس الأهالي فقاموا بتطوير بعض الكتاتيب النسائية لتصبح مدارس أهلية، حيث كانت أول مدرسة نسائية في المملكة عام1362هـ ،هي مدرسة البنات الأهلية في مكة المكرمة (العقيل – 2005م- ص109)
   وفي عام 1380 هـ ، تم أنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات وكان ذلك تلبية لتوجهات الرأي العام الذي قادته صحيفة صوت الحجاز من أجل تعليم الفتاة ، وبدأت الرئاسة العامة لتعليم البنات بافتتاح سبعة مدارس ابتدائية في المدن الرئيسية  حيث بلغ عدد مدارس البنات في العشر السنوات الأولى 375 مدرسة .( السنبل ، واخرون ، 1429هـ ، ط 8 ، ص 161-162 )
لم يكن افتتاح مدارس البنات الابتدائية في بادئ الأمر شيئا سهلا ، فقد لقي معارضة من بعض الأهالي ، ولاسيما في المناطق النائية ،إلا أن الدولة عالجت ذلك بحكمة وتأنٍ ، باتخاذها كثيرا من الإجراءات والضوابط التي ضمنت سير العملية التعليمية على أكمل وجه ممكن .
وكان من أهم تلك الإجراءات ما يلي :
1-     منع اختلاط البنات بالبنين في التعليم منذ بداية المرحلة الابتدائية إلى آخر مرحلة تعليمية .
2-     توفير هيئات تدريس نسائية لجميع مراحل التعليم ، ولم يكن هذا بالأمر السهل في ذلك الوقت .
3-     إعداد مناهج ذات صبغة إسلامية من أجل تنشئة الفتاة تنشئة إسلامية متميزة .
4-     تشكيل هيئة برئاسة سماحة المفتي للإشراف على مدارس البنات وتنظيمها ومراقبة سيرها ووضع خططها ومناهجها.(العقيل-2005م- ص119-120)
الفصل الخامس : تطور تعليم المرحلة الابتدائية :
     أن التعليم في المملكة العربية السعودية و ما وصل إليه  من إنجازات      و تطور في زمن قياسي جدا مقارنة بعمر الدولة في التعليم و عدم تقبل الجيل الأول لمبدأ تعلم أطفالهم  و الثقافات المختلفة في المملكة و المساحة الجغرافية الكبيرة التي تتميز بها ، يعتبر نجاح يسجل باسم من قام على هذا التعليم من بداية نشأته وحتى وقتنا هذا .
فسوف نعرض لكم كيف تطور التعليم في المملكة و ما هي الأسباب التي ساعدت على تطوره .
ويرى( السنبل ، واخرون ، 1429هـ ، ط 8 ، ص 157الى 167 ) تقسيم تطور التعليم إلى ستة فترات  لكي يسهل لنا معرفتها بالتفصيل و أبرز ما جاء  في كل فترة
الفترة  الأولى : 1344هـ - 1372هـ :
ويعتبر تاريخ ضم الحجاز بداية التعليم النظامي في المملكة حيث أنشي في العام الذي يليه مديرية المعارف التي استطاعت أن تفتح مدارس عديدة بلغت 326 مدرسة .
وقد كانت المرحلة الابتدائية مقسمه إلى قسمين
1.  المرحلة التحضيرية : مدتها ثلاث سنوات .
2.  المرحلة الابتدائية : مدتها أربع سنوات .

أبرز الأحداث في هذه الفترة :
v  تشكيل أول مجلس للمعارف في عام 1346 هـ وجاء بقرار توحيد التعليم و جعله إجباريا  ومجانيا.
v  تغير أسم الدولة ليصبح (( المملكة العربية السعودية )) عام 1351 هـ .
v  دمج المرحلتين في مرحلة واحده سميت(بالمرحلة الابتدائية) في عام 1361 هـ .

الفترة الثانية : 72/1373 هـ - 79/1380 هـ :
بعد ما تم توحيد أجزاء المملكة في كيان واحد و تم تغير المسمى قامت الدولة بتشكيل عدت  وزارات مهمة في الدولة
أبرز الأحداث في هذه الفترة :
v  أنشاء وزارة المعارف في عام 1373 هـ .
v  تعين الأمير فهد بن عبد العزيز وزير للمعارف .
v  تم وضع أول منهج مخصص للمرحلة الابتدائية .
v  زادت عدد المدارس إلى 600 مدرسة ابتدائية في المملكة .
الفترة الثالثة : 80/1381 هـ -90/1391 هـ :
وفي هذي الفترة بالتحديد اصدر قرار يعتبر هو نقطة التحول في التعليم    و المجتمع السعودي كافة لما ترتب علية من اعتراضات وهو أنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات .
أبرز الأحداث في هذه الفترة :
v  تم تشكيل لجان مسح وعملها المرور على القرى وعدد السكان وحاجتهم للعلم .
v  تم وضع خطة خمسيه لافتتاح المدارس الابتدائية .
v  في نفس الفترة استطاعت الوزارة بتحقق 95% أهداف من الخطة الخمسيه .
v  إنشاء أدارة المناهج في عام 1384 هـ
v  تم إصدار أول منهج خاص للمرحلة الابتدائية .
الفترة الرابعة : 90/1391 هـ  -   14/1415 هـ :
و صاحبة هذه الفترة قفزات رائعة وذلك لوجود عقول وأيادي عاملة في المجتمع بسبب تخريج عدد من الطلاب في الفترات السابقة .
أبرز الأحداث في هذه الفترة :
v  إصدار أمر بإلغاء المركزية في امتحان الشهادة الابتدائية .
v  إعطاء مدير المدرسة صلاحيات اكبر.


الفترة الخامسة  :15/1416 هـ  -  21/1423/هـ :
ويمكن القول أن هذي الفترة تغطي الخطة السادسة وجزء من الخطة السابعة للتنمية الشاملة بالمملكة.
أبرز الأحداث في هذه الفترة :
v  دمج التلاميذ المكفوفين مع تلاميذ التعليم العام .
v  تطبيق برنامج التربية الخاصة للطلاب ذوي صعوبات التعلم في المدارس الابتدائية.
v  تدريس مادة  التربية الوطنية عام 1417هـ بدءا من الصف الرابع .
v  برنامج الكشف عن الموهوبين في عام 1419 هـ .

الفترة السادسة  :23  /1424هـ  -  وحتى وقتنا الحاضر :
تعتبر هذه الفترة مليئة بالتغيرات و الأحداث وهي تعتبر  فترة تحديد الهوية حيث تسعى الدولة لتوحيد
جهودها في دعم التعليم و الوصول به إلى أعلى المستويات وفي هذه الفترة قرارات تاريخية و مفصلية في
سير  العملية التعليمة في المملكة وأنسب ما يقال عنها فترة تغير الأسماء بالدمج .
- أبرز الأحداث في هذه الفترة :
v  صدور قرار بدمج الرئاسة العامة لتعليم البنات بوزارة المعارف في عام 1423هـ.
v  صدور قرار بتغير مسمى وزارة المعارف إلى وزارة التربية و التعليم في عام 1434 هـ .
v  إدخال مادة اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية .
v  استحداث نظام نور في تسجيل الطلاب في المرحلة الابتدائية
v  إقرار نظام التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية .
v  الرجوع إلى النظام السابق  الاختبارات التحريرية في تقويم المرحلة الابتدائية .
v  دمج وزارة التربية والتعليم بوزارة التعليم العالي بمسمى وزارة التعليم .

·       وهذي إحصائية حديثة توضح مدى تطور التعليم في المرحلة الابتدائية في المملكة العربية السعودية
إحصائية عن المدارس الابتدائية في وزارة التعليم لعام 1434/1435هـ
اااا






المصدر (بوابة وزارة التعليم-الوزارة-تقارير إحصائية )
الفصل السادس : مناهج المرحلة الابتدائية:-
    تم في معهد مديرية المعارف إعداد أول منهج دراسي للمرحلة الابتدائية (في عام 1345هـ) وكان من أهم ملامح ذلك المنهج ، عنايته الفائقة بالعلوم الدينية ، وحرصه على تزويد التلاميذ بقدر كاف من العلوم التي تمكنهم من خدمة الوطن بصورة أفضل ، وتنمية الاتجاهات الإيجابية نحو الوطن والإسلام والعروبة. (العقيل -2005م- ص84)
بدأت مناهج التعليم الابتدائي تتطور مع مرور الزمن ، غير أن التطور الملموس لتلك المناهج قد بدأ مع ظهور إدارة المناهج في عام 1384هـ التي توالت القيام بالدراسات العلمية بشأن المناهج والكتب المدرسية . وكان من نتاج ذلك ظهور منهج جديد للمرحلة الابتدائية ، أقر تطبيقه بدءاً من العام الدراسي 88/1389هـ. (العقيل -2005م- ص85)
ولمواجهة متطلبات التنمية آنذاك شمل التطور تطوير مناهج الصف الأول الابتدائي عام 90/1391هـ، واستمر حتى وصل نهاية المرحلة الثانوية . وفي سبيل التطوير تعاقدت الوزارة مع المركز التربوي للعلوم والرياضيات التابع للجامعة الأمريكية في بيروت ، لوضع خطط متكاملة لتطوير تدريس العلوم والرياضيات بمدارس المملكة . (العقيل -2005م- ص85)
وفي عام 1394هـ أنشئت المديرية العامة للبحوث والمناهج والمواد التعليمية ، وقبلها بعام بدأ في تكوين الأسر الوطنية التي أسهمت في تطوير منهج المرحلة الابتدائية عام 1399هـ . (العقيل -2005م- ص85)

   هذا وأقدمت وزارة المعارف على تطوير نظم الامتحانات ؛ إذ صدر قرار اللجنة العليا لسياسة التعليم عام 1401هـ بإلغاء المركزية في امتحان الدراسة الابتدائية. وفي سبيل التطوير جربت الوزارة منهجا جديدا للتعليم الابتدائي .بخطة جديدة ، تم تعميمها على جميع الطلاب مع بداية العام الدراسي 16/1417هـ . (العقيل 2005م- ص83)
ومن عام 25/1424هـ وحتى وقتنا الحاضر تم تطوير مناهج المرحلة الابتدائية عدة مرات ومنها تم دمج مادة اللغة العربية في كتاب واحد تحت مسمى ((لغتي الخالدة)) .(الباحـث)
·         هذا ويمكن تلخيص أهم جوانب التطور الكيفي في مجال المناهج بالمملكة في النقاط التالية: (العقيل -2005م- ص83)
1)  ربط المناهج بواقع المجتمع ، والتركيز على الاتجاه الإسلامي عقيدة ومنهجا وأسلوبا .
2)  ربط المناهج بخطط التنمية وحاجتها بالمملكة .
3)  ربط المناهج بمطالب العصر ومظاهر التقدم ، مع المواءمة بين الأصالة والمعاصرة في هذا المجال .
4)  إدخال التقنيات الحديثة في التعليم ، وخاصة تقنية الحاسب الآلي
5)  إدخال مادة التربية الوطنية في كافة مراحل التعليم .
6)  تضمين المناهج والمقررات نصوصا عن التعليم الفني والتربية البيئية ، لتحسين اتجاهات التلاميذ نحو التعليم الفني .
7)  الاعتماد على الأهداف السلوكية في توجيه التعليم والتدريس .
الفصل السابع : مشكلات التعليم المرحلة الابتدائية :-        
   لعل من الأهمية أن نعرض في هذا الفصل مشكلات المدرسة الابتدائية في المملكة ، وذلك حتى يمكن التعرف على أسبابها ، وعواملها ، وتداعياتها  ومن ثم إمكانية طرح البدائل لمواجهة تلك المشكلات والتعرف على ما يمكن لمعلم المدرسة الابتدائية أن يقوم به درءاً لهذه المشكلات : (العجمي  الحارثي ،1425-1426هـ ، ص125)


أولاً : مشكلات الهدر (الرسوب ، التسرب ، الغياب ): (العجمي ، الحارثي 1425-1426هـ ، ص125-128)
- الهدر : مشكلة قائمة في كافة النظم التعليمية في العالم ، وليس فقط في نظام التعليم السعودي .
والهدر بعامة يعني : وجود خلل بالتوازن الوظيفي للعملية التعليمية فيصبح حجم مدخلاتها أكبر بكثير من حجم مخرجاتها .
- الرسوب يعرف بأنه : "بقاء التلميذ للإعادة في صفه أو فرقته لعدم قدرته على اجتياز المستوى التعليمي المحدد المطلوب "
- التسرب فتحدد اليونسكو (التلميذ المتسرب ) بأنه التلميذ الذي يترك المدرسة قبل نهاية السنة الأخيرة من المرحلة الدراسية التي سجل فيها .
أما غياب التلاميذ في المدرسة الابتدائية فهو أيضاً نوع من الهدر وأن كان يمثل صورة مخففة عن الرسوب والتسرب . والغياب يتمثل في التغيب عن حجرات الدراسة لفترات تطول أو تقصر لعوامل وأسباب تعود إلى التلميذ نفسه .
وترجع أسباب الهدر عدة أسباب أهمها :
أ- أسباب مدرسية : والمقصود أنها تلك الأسباب التي تعود إلى وجود خلل في المنظومة المدرسية . مثل :
         1)         صعوبة طرق التدريس المتبعة .
         2)         صعوبة موضوعات المنهج الدراسي .
         3)         استخدام أساليب صارمة في التعامل مع التلاميذ .
         4)         صعوبة الاختبارات وعدم مناسبتها لمستويات التلاميذ .
         5)         عدم وجود أخصائيين اجتماعيين ونفسانيين للكشف عن حالات التسرب وأسبابها.
ب- أسباب مجتمعية : ويقصد بها تلك الأسباب التي تعود إلى البيئة الخارجية وظروف المجتمع المحلي المحيط بالمدرسة ومن أهمها :
1-  صعوبة الوصول إلى المدرسة نظر لبعد مكان سكن التلاميذ .
2-  نقص قيمة التعليم لدى أولياء الأمور بسبب الأمية غالبا .
3-  تفضيل بعض الآباء زواج بناتهم في سن مبكرة على مواصلة الدراسة .
- ومن أهم حلول مشكلات الهدر :
1-    إعداد المعلمين إعدادا تربويا وتهيئتهم ليؤدوا دورهم كاملا.
2-    دعم برامج التوجيه والإرشاد التربوي بالمدرس.
3-    إتباع أساليب عادلة وموضوعية للتقويم .
4-    تطوير موضوعات المنهج بإزالة الحشو وحذف المفاهيم والأفكار الغامضة وتبسيط طرق التدريس والتعليم .
5-    التوظيف التربوي السليم للتقنيات التعليمية بما يجذب التلاميذ ويزيد من فاعلية التعلم .
6-    اقتراح تعديلات في التشريعات التعليمية بما يعيد للعملية التعليمية نظامها وفق أسس عادلة تطبق على الجميع وبخاصة إزاء حالات التلاميذ غير المبررة.
7-    زيادة عناصر النشاط المدرسي ، والعناية بذوي الحاجات الخاصة من التلاميذ (الموهوبين – المعاقين ).
ثانيا :- مشكلة تقليدية دور المعلم : (العجمي ، الحارثي ،1425-1426هـ ، ص 128-130)
على الرغم من الجهود الملموسة للارتقاء بمستويات المعلمين في المملكة إعدادا وتدريبا ، إلا أن المشاهد هو استمرار الدور التقليدي ولعل من أهم هذه الأسباب :
1-  ما تزال كليات المعلمين تعلم المعلم بطرق تقليدية وبخاصة أنها لم تواكب البرامج الحديثة لإعداد المعلم القائمة على مدخل التكنولوجيا التعليمية الحديثة .                                                                        العزلة الواضحة بين كليات الإعداد وبين الواقع التعليمي.
2-  الانقطاع عن المستجدات في مجال البحث التربوي والنفسي فيما يخص تحديث دور المعلم .
3-  جزء من تقليدية المعلم يعود إلى أن الإدارة المدرسية في أحيان كثيرة تؤثر السلامة ولا تتبع أساليب جديدة في التدريب والنشاط للمعلمين .
- بعض الحلول لمشكلة تقليدية دور المعلم :-
1-      تجديد عمل كليات الإعداد ذاتها وتحديث برامجها وتدريب المعلمين الجدد على المستجدات في مهنة التعليم .
2-      العناية ببرامج التدريب أثناء الخدمة للمعلمين وبخاصة "التدريب على رأس العمل ".
3-      ضرورة منح الحوافز للمعلمين المبدعين في عملهم .
4-      ربط ترقيات المعلمين وحراكهم داخل المهنة بحصولهم على تدريب ودراسات متقدمة .
5-      مساندة الأجهزة المجتمعية وبخاصة وسائل الإعلام لدور المعلم .
6-      تفعيل مجالس الآباء والمعلمين والمجالس المحلية والنقابات المهنية على الارتقاء بمستوى المعلم ماديا واجتماعيا وفنيا وتربويا .
ثالثا : مشكلة الفجوة بين مؤسسات الإعداد وواقع المدرسة : (العجمي  الحارثي ،1425-1426هـ ، ص130-131)
وهي مشكلة تكاد تكون موجودة في كل مجتمع تقريبا ، ولكن مع فروق في الدرجة .
وجوهر تلك المشكلة أن جوانب إعداد المعلم (التخصصي ، المهني  الثقافي ) التي تقدمها مؤسسات الإعداد تتجه أكثر إلى نمط الدراسة الأكاديمية التي تعني بالنظريات والمعارف على حساب المهارات والاتجاهات ، ومن ثم يتخرج الطالب المعلم فيجد واقعا مختلفا في المدرسة عن نمط الدراسة والتكوين الذي يسبق له في مؤسسات الإعداد ،وربما كان السبب الآخر متعلقا بطبيعة التغيرات في النظام التعليمي .
- الحلول المطروحة :
1-       تطوير برنامج التربية العملية الميدانية لربط الطالب المعلم بواقع النظام التعليمي.
2-       التطوير المستمر لبرامج الإعداد للتوائم مع متغيرات النظام التعليمي .
3-       مشاركة أساتذة إعداد المعلم مع قيادة التعليم الابتدائي في وضع الخطط التي تكفل التعاون والتنسيق بين كليات الإعداد وبين ما تقدمه المدرسة الابتدائية.
رابعا : مشكلة التأخر الدراسي : (العجمي ، الحارثي ،1425-1426هـ ، ص131-132)
وهي مشكلة شائعة بين تلاميذ المدرسة الابتدائية ، والطفل المتأخر دراسيا هو الذي يحصل على درجات منخفضة في الامتحانات والاختبارات المدرسية على نحو مستمر يكشف عن نقص واضح في تحصيله وعدم قدرته على مسايرة زملائه وأقرانه في الصف الدراسي .
- أسباب التأخر الدراسي :
ثمة عوامل متعددة لمشكلة التأخر الدراسي في المدرسة الابتدائية :
1.  عوامل مرتبطة بالتلميذ: كأن يكون فيه عيب أو مرض جسمي يؤثر على أدائه لوظائفه .
2.  عوامل مرتبطة بالمدرسة : أي بسب كراهية التلميذ للمدرسة وعدم توافقه مع الحياة المدرسية بسبب نظامها القاسي .
3.  عوامل مرتبطة بالمنزل : فقد يكون جو المنزل المتوتر والمشادات بين الأب والأم عاملا رئيسا في توتر التلميذ وشروده ومن ثم تأخره عن الحصص واستيعاب الدروس .
- حلول لمشكلة التأخر الدراسي :
1)  الكشف المبكر عن حالات التأخر الدراسي .
2)  التنسيق بين البيت والمدرسة بوضع خطة لمعالجة مشكلة التأخر الدراسي .
3)  يمكن لإدارة المدرسة أن تشيع جوامع البهجة والمرح وتعد نظام من الحوافز وسبل الجذب المختلفة بحيث يصبح المناخ المدرسي صحيا ومحفزا .
4)  الاهتمام بحصص النشاط المدرسي والهوايات والتي تخفف من ضغط المواد الأخرى ،ومن رتابة اليوم الدراسي .
خامسا : مشكلة ضعف الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا التعليم : (العجمي ، الحارثي ،1425-1426هـ ، ص133-134)
ثمة تطور عالمي مع تقدم التقنية واستخداماتها المتصاعدة في شتى القطاعات ، وبخاصة في قطاع التعليم .
هنا وقد ترجع أسباب ضعف الاستخدام الأمثل للتقنية التعليمية في المدارس في المملكة إلى العوامل التالية :
1-  سلبية المتعلم وعدم إحساسه بجدوى التقنية التعليمية .
2-  عدم قدرة المعلم على التوظيف الصحيح للتقنية التعليمية .
3-  الاهتمام بطرق التعلم التقليدية كالتلقين إيثارا للسلامة وفتح باب التساؤل لدى التلاميذ .
4-  البعد عن الاحتياجات الحقيقية للمتعلمين وفهم مطالب مرحلة النمو التي يمرون بها .
5-  جمود النمط الإداري الحالي في بعض المدارس عن استيعاب الطرق والأساليب التي تفرضها استخدامات التقنية التعليمية الحديثة .
6-  ضعف الموارد المالية والمخصصات التي تتيح للنظام التعليمي استحداث وسائل وتقنيات كافية صالحة للاستخدام داخل العملية التعليمية .
حلول لمشكلة ضعف الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا التعليم :
1-  أن يكون الهدف من استخدام التقنية في المدارس هو رفع كفاءة العملية التعليمية وتوفير الوقت والجهد .
2-  زيادة تدريب المعلمين على استخدامات التقنية التعليمية من خلال برامج التدريب أثناء الخدمة .
3-  أن يكون المعنى الواضح لدى مخططي السياسات التعليمية أن استخدام التقنية التعليمية ليس هدفاً في ذاته لكنه وسيلة لغاية أكبر وهي رفع كفاءة الأداء المدرسي .
4-      مواكبة كليات إعداد المعلم لنوعيات التقنية المطلوبة في المدارسة الابتدائية حتى يمكن تخريج معلمين يتفهمون لاستخدامات هذه التقنية بطريقةواقعية .
سادساً: مشكلة نقص المباني المدرسية :
(العجمي ، الحارثي ،1425-1426هـ ، ص134-136)
     يعد المبنى المدرسي دعامة أساسية لقيام عملية تعليمية ناجحة وجوهر هذه المشكلة في المملكة أن النمو السكاني السريع يوجد طلبا اجتماعياً متزايداً سنة بعد أخرى ، أي زيادة أعداد التلاميذ الراغبين في التعليم على كافة مراحله ومستوياته، هذا في الوقت الذي لا تتزايد فيه المباني المدرسية بالقدر الذي يتواءم مع الطلب على التعليم .
   ونشير في هذا السياق المباني المدرسية المستأجرة التابعة لوزارة التربية والتعليم تصل حوالي (55%) من جملة المباني المدرسية .(العقيل -2005م – ص203)
- حلول لمشكلة نقص المباني المدرسية :
1-  وضع خطة زمنية محددة يتم خلالها وقف استئجار المباني المدرسية
2-  وضع خطة لصيانة الأجهزة والمعدات وأدوات النشاط في المدارس القائم حالياً .
3-  التوسع في فكرة إقامة المجمعات المدرسية للمراحل التعليمية المختلفة وهذا مما يوجد نوعا من التنسيق والتكامل بين هذه المراحل وتلافي كثيرا من عيوب المباني المدرسية حاليا .
4-  تشجيع التمويل الأهلي في مجال الاستثمار التعليمي .
5-  مراعاة المعايير العالمية في مجال إقامة و تشييد المباني المدرسية.
الفصل الثامن :معلم المدرسة الابتدائية في المملكة العربية السعودية :(العجمي ، الحارثي -1425/1426هـ -ص83/84)
قبل إنشاء التعليم الحديث في المملكة العربية السعودية لم تكن هناك بالطبع مؤسسات خاصة بإعداد المعلم ،إذا كان "معلم الكتاب :         أو "الشيخ" يقوم بدور المعلم والمدير ويدير العملية التعليمية بطريقة عفوية ، ولا يملك مؤهلات أو كفايات تتعلق بمهنة التعليم .
ومع إنشاء مديرية المعارف عام 1344هـ ظهر الاهتمام بإعداد معلمي المرحلة الابتدائية لتخريج المعلمين المؤهلين للعمل في تلك المرحلة ، وكانت البداية مع إنشاء "المعهد العلمي السعودي" (1345هـ)ويعد أول معهد لإعداد المعلم في المملكة وأنشيء في مكة المكرمة ،ويلتحق به من حصل على شهادة إتمام الدراسة الابتدائية ،ومدة الدراسة فيه (أربع سنوات ) ثم زيدت إلى خمس سنوات عام 1365،كما أنشأت (مدرسة دار التوحيد)(1364هـ) ومدة الدراسة فيها ست سنوات ويحق لخريجيها العمل في مجال تدريس العلوم الدينية  ، وفي عام 1372هـ بدأت مديرية المعارف في إنشاء "معاهد المعلمين المتوسطة"والتي تعد امتداداً وتطويراً للمعهد العلمي السعودي ومدة الدراسة فيها (ثلاث سنوات) واشترطت الشهادة الابتدائية لمن يلتحق بها .
وبدءاً من العام 85/1386هـ فقد تم إلغاء معاهد المعلمين .
كما أنشيء معهد للتربية الرياضية عام84/1385هـ لتخريج معلمي التربية الرياضية في المرحلة الابتدائية ،وكذلك معهد آخر للتربية الفنية عام 85/1386هـ .
وفي عام 96/1397هـ حدث تطور آخر بمقتضاه تم استبدال معاهد المعلمين الثانوية بالكليات المتوسطة .
وفي عام 1409هـ صدر قرار إنشاء كليات إعداد المعلمين بديلاً عن الكليات المتوسطة ، على أن تقوم بمنح درجة البكالوريوس في التعليم الابتدائي بعد دراسة لمدة(أربع سنوات) كذلك تم تطوير الكليات المتوسطة للبنات إلى كليات جامعية مطورة بدءاً من العام الدراسي 1411هـ لكي تتوافق مع مبدأ إعداد معلمة المرحلة الابتدائية في المستوى الجامعي.




















المراجـــــــع :
1)  سياسة التعليم ونظامه في المملكة العربية السعودية – د.عبدالله بن عقيل العقيل – 2005م-1426هـ - مكتبة الرشد .
المدرسة الإبتدائية في المملكة العربية السعودية – د.محمد عبدالسلام العجمي ،د. سعاد فهد الحارثي – 1426-1425هـ - مكتبة الرشد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق